وانّ شعره الطافح بذكر النبوة والتصديق بها سرت به الركبان وكذلك أعماله الناجعة حول دعوى الرسالة.
ولولا أبو طالب وابنه |
|
لما مثل الدين شخصا فقاما |
فذاك بمكـة آوى وحامـا |
|
وهذا بيثرب جس الحماما |
تكفل عبد مناف بأمر |
|
وأودى فكـان علي تماما |
فلله ذا فاتح للهدى |
|
ولله ذا للمعـالـي ختامـا |
وما ضر مجـد أبي طالب |
|
عـدو لغى وجهول تعامى |
وخلاصة البحث أن أبا طالب حلقة الوصل بين سلسلة الوصاية عن الرسل الماضين حتى أوصلها إلى النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله وكما تنتهي به الحلقات الغابرة فإن بولده أمير المؤمنين تبتدى سلسلة الخلافة المحمدية ثم تتواصل في بينه الأطهرين حتى تنتهي الى حجة العصر وناموس الدهر الحجة المهدي المنتظر عجل الله فرجه.
فبيت أبي طالب بيت ضرب على النبوة سرادقه ، وبني على الوصاية أطرافه ، ونيطت بالدين أطنابه ، وأسدل على العلم سجافه ووطدت على التقوى أوتاده.
إذا فما ظنك بمن ضمه هذا البيت وتربى فيه فهل يعدوه أن يكون إما داعية إلى الهدى أو مهذبا للبشر أو معلما للنواميس الإلهية أو هاديا إلى سبل السلام أو قائدا إلى الصالح العام.
نعم لا يجوز أن يكون من حواه هذا البيت إلا كما وصفناه بعد أن كان نصب عينه الأعلام الالهية وملء اذنه الوحي والإلهام ، وحشو فؤاده نكت من عالم الغيوب ومعه التمارين المسعدة والتعاليم المصلحة.
وقد لبى هتاف الدعوة الالهية زوج شيخ الأبطح التي شهد لها الرسول الأمين بأنها من الطاهرات الطيبات المؤمنات في جميع أدوار حياتها ، والعجب ممن اغترّ بتمويه المبطلين فدوّن تلك الفرية زعما منه أنها من فضائل سيد الأوصياء وهي : أن فاطمة بنت أسد (٣٧) دخلت بيت الحرام حاملة بعلي بن أبي طالب فأرادت أن تسجد لهبل
__________________
٣٧) في نهاية الارب للنويري ج٢ ص٣٤١ هي بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وهي أول هاشمية تزوجت هاشميا ، وعند ابن جرير الطبري في التاريخ ج٦ ص٨٩ ، وابن الأثير في الكامل ج٣ ص١٥٨ ، وأبو الفداء في المختصر ج١ ص١٧٠ ، وابن كثير في البداية ج٧ ص٣٣٢ كما في النهاية.