|
« إنا قد بايعنا وعاهدنا ولا سبيل إلى نقض بيعتنا » (٣). |
وهذه المسألة التي أشار اليها سيد الشهداء ، وإن لم تلزم المصافق بها واقعا لأن الذي أعطوه الميثاق غاشم لا تحل مصافقته ، وقد قال الرسول الأقدس صلىاللهعليهوآله :
|
« إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه » (٤) |
ومن المقطوع به أنه لايريد من المنبر تلك الأعواد المصنوعة من خشب وكان يجلس عليها للإرشاد والهداية وإنما يريد منبر الدعوة الآلهية ، فيكون غرض النبي الإيعاز إلى الملأ الديني الواعي لكلمته الثمينة بأن معاوية الداعي باسم الخلافة كافر بما أنزل من الوحي على الصادق الأمين صلىاللهعليهوآله بتعيين من أقامهم المولى سبحانه أمناء على شرعه القويم ، وكافر بقول النبي الذي لم يزل يجاهر مرة بعد أخرى بأسماء من يلي الخلافة من بعده وهم الإثنا عشر من ذريته المعصومين ، والراد لما أنزل على الرسول صلىاللهعليهوآله قولا أو فعلا من الجاحدين.
ولم تخف هذه الأحوال على معاوية ولا ممن شاهد النبي وسمع حديثه أو كان قريب العهد بزمن تلك النصوص ولو صدقت الأوهام بأنه كاتب النبي اتسع الخرق عليه.
وحيث أن سيد الشهداء لم تسعه المصارحة بما وجب عليهم في الصحيفة الخاصة بالإمام الزكي ، وكان فيها أن يسالم خاضعا للقضاء المحتوم ، وقد أشار النبي إلى هذه المسألة بقوله :
|
« إبناي هذان إمامان إن قاما وإن قعدا » |
وأكثر العقول لا تتحمل هذه الأسرار الدقيقة كما قال الإمام الصادق عليهالسلام :
|
« حديثنا صعب مستصعب لا يتحمله إلا نبي مرسل أو ملك مُقرَّب أو مؤمن امتحن الله قلبه بالايمان. » |
تلطف أبو عبدالله عليهالسلام ببيان أقرب الى الأذهان وتتحمله العقول
__________________
٣) الدينوري في الأخبار الطوال ص٢٢٢.
٤) صفين لنصر بن مزاحم ص٢٤٨ مصر ، وذكر السيد محمد بن عقيل في « النصائح الكافية » ص٣٥ بمبئي أن ابن عدي أخرجه عن أبي سعيد والعقيلي عن الحسن ، وروي عن الصادق عن أبيه عن جابر.