وقد اعترف بذلك ابن مرجانة حين كتب إليه يزيد أن يسير لحرب ابن الزبير فقال لمن حضر عنده : لا والله لا أجمعها للفساق الفاجر أقتل ابن بنت رسول الله وأهدم الكعبة (٧).
ووصف السبط الشهيد حال زيد في كتابه لمعاوية وفيما قال له :
|
« لقد دل يزيد من نفسه علىموقع رايه فخذ ليزيد فيما أخذ به من استقرائه الكلاب ، والحمام السبق ، والقيان ذوات المعازف ، وضرب الملاهي تجده ناصرا ، ودع ما تحاول فما أغناك أن تلقى الله تعالى بوزر هذا الخلق بأكثر مما أنت لاقيه ، فوالله ما برحت تقدم باطلا في جور وحنقا في ظلم حتى ملأت الأسقية وما بينك وبين الموت إلا غمضة فتقدم على عمل محفوظ في يوم مشهود ولات حين مناص (٨) ». |
وبهذا البيان تلطف سيد الشهداء بالنصح الشافي لدحض الضلال لكنه لم يجد أذنا صاغية ، ولا قلبا واعيا، فأخذت بوارق الإرهاب وبواعث الطمع من معاوية يسدّان طريق الحق.
فلما هلك معاوية استنشق الكوفيون روح الأمن وأبصروا بصيصا من نور الإمامة فعزموا على أن يكتبوا الى الحسين عليهالسلام بالمصير الى عاصمة أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام ليفتح لهم باب السجن المظلم.
فقام سليمان بن صُرد الخُزاعي خطيبا حمد الله وأثنى عليه ثم قال :
|
« انّ معاوية قد هلك ، وإن حسينا قد تقبض على القوم ببيعته وقد خرج الىمكة وأنتم شيعته وشيعة أبيه فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه فاكتبوا إليه ، وان خفتم الوهن والفشل فلا تغروا الرجل في نفسه ». |
فقالوا بأجمعهم : إنا نقاتل عدوه ونقتل أنفسنا دونه.
__________________
يزيد من الكوفيين.
٧) تاريخ الطبري ج٧ ص٦.
٨) الإمامة والسياسة ج١ ص١٥٤.