ولقوله في فاطمة : « فاطمة بضعة منّي من أغضبها أغضبني » (١).
وأيضاً قوله فيها : « فاطمة بضعة منّي يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها » (٢).
وأنكى من ذلك كلّه ما أحزن وأبكى أن يروي البخاري في صحيحه (٣) عن أبي بكر قوله : ( ارقبوا محمداً صلىاللهعليهوسلم في أهل بيته ) ؟
ثم يرد فيه حديث : « فاطمة بضعة منّي ، فمن أغضبها أغضبني ».
وليتني أدري هل راقب أبو بكر محمداً في أهل بيته ، حين أمر عمر بأن يأتي بيت فاطمة عليهاالسلام ليأتيه بعلي وبمن معه ، وقال له : فإن أبوا فقاتلهم ، كما سيأتي هذا موثقاً في نصوص يجب أن تقرأ بإمعان ، وقد جاء عمر كما أمره أبو بكر ، وبيده قبس من نار ، ويحمل معه الحطب مَنْ جاء معه من الأتباع والأشياع وأصحاب الأطماع ، وهو يريد أن يحرق البيت على من فيه ، وفاطمة تقول له : « يابن الخطاب أتراك محرقاً عليّ بيتي ؟ » فيقول لها بكل صلف : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك. فبكت وصاحت : « يا أبتاه يا رسول الله ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ؟ ».
وسيأتي النص موثقاً في الفصل الثالث في ( نصوص يجب أن تقرأ بإمعان ).
هذا هو مجمل الأحداث التي أودت بحياة السيد السبط المحسن السقط عليهالسلام ، وهو أول ضحايا العنف في أحداث السقيفة.
ولا أحسب إنساناً مسلماً يقرأ ما جرى ثم يعذر الجناة في أفعالهم ، إلّا من استزلّه الشيطان فبقي على ضلاله في مشايعتهم على ظلمهم وأيذائهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في أهل بيته.
_____________________
١ ـ ذخائر العقبى : ٣٧ ، نقله عن الشيخين والترمذي.
٢ ـ المصدر نفسه : ٣٧.
٣ ـ صحيح البخاري ٥ : ٢١.