العوائل الفقيرة فانها لا تأمل من ابنائها الدخول في الجامعات ، بل ان اهتمامها الرئيسي منصبّ على البحث عن عمل مناسب لسد حاجات العائلة الاساسية. فيصبح شعور الفقير بمسؤوليته الاجتماعية والعائلية عائقاً في اكمال التحصيل العلمي.
وعلى صعيد الخلفية الثقافية ، فان العوائل الغنية توفر اجواء حب المطالعة لابنائها ، كسعة البيوت وهدوئها واحتوائها غالباً على الكتب. وفي اغلب الاحيان تفرد غرفة خاصة للمطالعة ، وهذا كله يساعد الطالب على صفاء الذهن وحب الاكتساب والتحصيل والابداع في النشاط الثقافي والعلمي. اما مساكن العوائل الفقيرة فهي غالباً ما تكتض بالافراد وتنعدم فيها اجواء المطالعة ، لان هذه العوائل مشغولة بمشاكلها اليومية الملحة. ولذلك ، فان العوائل الفقيرة في النظام الرأسمالي لا تقيم وزناً للعلم او التحصيل العلمي ، لانها تعتقد خطأ ، ان العلم لا يؤدي الى اشباع حاجاتها الاساسية.
وعلى صعيد اللغة ، فان الطبقة الغنية تعلم اهمية اللغة الفصحى في مخاطبة افراد النظام الاجتماعي والسيطرة على النظام السياسي ، حيث تحمّل تلك العوائل ابنائها مسؤولية اتقان اللغة الفصحى اتقاناً تاماً ، فيتعلم افرادها التكلم بلغة نحوية خاصة منذ الصغر. اما العوائل الفقيرة فانها لا تهتم بذلك فيتكلم ابنائها اللغة العامية الدارجة. وهذا الفارق بين من يتكلم الفصحى ومن يتكلم العامية يؤثر على قابلية الطالب في القراءة والفهم والتعامل مع الناس. وطالما كانت اللغة من اهم عوامل الاتصال والتفاهم الانساني ، فان اتقانها من قبل الفرد منذ الطفولة يفتح له طريقاً مشرقاً