التعليمي الذي تنتهجه الدولة لابد وان يكون مرتبطاً بخطة عامة ، يضعها متخصصون بشؤون التعليم ، تستهدف رفع المستوى الثقافي للامة الاسلامية. وهذا لايتم الا بتصميم نظام تعليمي مبني على منهج علمي يساند الدولة الاسلامية في كل توجهاتها الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية. على ان يكون هذا النظام المدرسي قاعدة للانطلاق في شتى المجالات الحياتية المفترض ان يكون للمعلم فيها دور بنّاء. وارجو أن لا يختلط اصطلاح ( المدرسة ونظامها ) المستخدم في هذا الكتاب ، بالمدارس الدينية حسب النظام المعمول به في الحوزات العلمية. بل المقصود من المدرسة العامة ، المؤسسة العلمية التي نشأت مع ظهور الدولة الحديثة والتي تتولى تعليم الصغار ، اللغة والعقيدة والفقه والعلوم التجريبية حتى مرحلة البلوغ. والصغار هم كل افراد النظام الاجتماعي ، دون سن البلوغ ، الذين يعيشون في تلك البقعة من الارض ، ويطلق عليهم وعلى من سواهم اسم المجتمع الانساني.
ولا شك ان المدرسة في المجتمع الاسلامي تساهم في تطوير النظام الاجتماعي ، من خلال نقل المعرفة الاسلامية والانسانية الى اذهان الطلبة من الجيل القديم الى الجيل الجديد ، ونشر الفكر الذي يوحد توجهات المجتمع ، وتطوير شخصيات هؤلاء التلاميذ الذين سيحملون مشعل المسؤولية مستقبلاً ، وتأهيلهم لتحمّل التكليف الشرعي ، وتمرينهم على الاعمال التخصصية ، وتعليمهم قواعد النظام الاجتماعي التي تربط الاسرة وافرادها ، بالمسجد والمدرسة والحكومة وساحة العمل المهني.
فعلى نطاق نقل المعرفة ، فان عملية التعليم لابد لها من الاستمرار