بها الشارع المقدس.
إن الإنسان المحسن هو الذي يمارس العطاء المالي ، أو يبذل جهوداً إضافية في خدمة الناس ، والقرآن يحثّ على ذلك بقوله : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ ) (١) فنجد العطاء هنا مقروناً بالإحسان ، ونجد دائرة القرابة هي الأقرب من حيث الاستحقاق.
ويقول الإمام علي عليهالسلام : « رأس الإيمان الإحسان إلى الناس » (٢).
وينبغي التنويه على أن الحضارة المادية قد جعلت مقابل أيّ إحسان ثمناً مادياً يتلقّاه المحسن مقابل إحسانه ، أما الإسلام فلا يرى ذلك سليماً ، لأنّه يدعو إلى إسقاط قيم الإيمان بالله ورجاء ثوابه في اليوم الآخر ، ويؤدي إلى تضييع فكرة الإخوّة ، من هنا فقد جعل الإسلام معايير خاصة لتثمين جهود المحسن من خلال الدعوة إلى احترامه في وسط المجتمع ، وتقديره لاحسانه ، وفوق ذلك الثواب الجزيل الذي ينتظره في دار المعاد ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام « نِعمَ زاد المعاد الإحسان إلى العباد » (٣).
وكان آل البيت : يحثون أتباعهم على الإحسان بقدر الاستطاعة انطلاقا من حرصهم الدائم على توفير الأجواء المعيشية الكريمة بعيداً عن مبدأ الرّبح والخسارة الذي يشكل حجر الزاوية في الحضارة المادية المعاصرة.
ومن الشواهد ذات الدلالة على تنمية أهل البيت : للشعور الاجتماعي
________________
(١) سورة النحل : ١٦ / ٩٠.
(٢) عيون الحكم والمواعظ : ٢٦٤.
(٣) عيون الحكم والمواعظ : ٤٩٤.