تجاه المؤمنين ، ما قاله الإمام الصادق عليهالسلام : « لأن أطعم مؤمناً محتاجاً أحبّ إليّ من أن أزوره ، ولأن أزوره أحبّ إليّ من أن أعتق عشر رقاب » (١).
إذن هنالك أولوية وتقدم رتبي لبعض أعمال الإحسان على بعض ، وإنّ لكلِّ عمل خيري ثوابه الخاص به حسب أهميته وبمقدار ما يدخله من نفع أو خدمة على المؤمنين ، والمثير في الأمر هنا أنّ الإمام الصادق عليهالسلام ينظر إلىٰ قضية الإحسان من منظار أعمق وأرحب ، فهو يرى أنّ فضل المحتاجين عند الإحسان إليهم يكون أعظم من فضل المحسنين أنفسهم !. تمعّن جيداً في المحاورة التالية :
عن حسين بن نعيم الصحّاف قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : « أتحبّ إخوانك يا حسين ؟ قلت : نعم ، قال : تنفع فقراءهم ؟ قلت : نعم ، قال : أما إنه يحقّ عليك أن تحبّ من يحبّ الله ، أما والله لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه. أتدعوهم إلى منزلك ؟ قلت : نعم ، ما آكل إلاّ ومعي منهم الرجلان والثلاثة والأقلّ والأكثر ، فقال أبو عبدالله : أما إنّ فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم ، فقلت : أطعمهم طعامي وأوطئهم رحلي ويكون فضلهم عليّ أعظم ؟! قال : نعم ، إنّهم إذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك ، وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك » (٢).
يسعى الإسلام إلى تنمية مبدأ المسؤولية في البيئة الاجتماعية ، فبدون هذا
________________
(١) اُصول الكافي ٢ : ٢٠٣ / ١٨ ، باب إطعام المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.
(٢) اُصول الكافي ٢ : ٢٠١ ـ ٢٠٢ / ٨ ، باب إطعام المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.