يتّسع مبدأ التكافل لفئات محرومة أخرى كالأسرى والمكروبين ، فقد أوجب الإسلام للأسير حقوقاً تكافلية كالإطعام والإحسان إليه ، وإن كان يراد في الغد الإقتصاص منه. عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن قوله الله عزّ وجل : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) (١) قال : « هو الأسير وقال : الأسير يطعم وان كان يقدم للقتل وإن عليّاً أمير المؤمنين عليهالسلام كان يطعم من خلد في السجن من بيت مال المسلمين » (٢).
وتجدر الإشارة إلى أنّ أغلب المفسّرين ذكروا أنَّ الآية الكريمة : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) قد نزلت في أهل البيت : علي وفاطمة والحسن والحسين عليهماالسلام حينما تصدّقوا على المسكين واليتيم والأسير (٣).
والأحاديث الواردة عن الرسول وأهل بيته : تفجّر في نفوس المسلمين ينابيع الخير والعطاء للمكروبين والمعسرين ، لكونها مفعمة بشحنة عاطفية كبيرة تجاههم ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام : « من كفارات الذنوب العِظام
________________
(١) سورة الإنسان : ٧٦ / ٨.
(٢) علل الشرائع ٢ : ٥٣٧ باب ٣٢٥.
(٣) راجع : الكشّاف / الزمخشري ٤ : ٦٧٠ ، وتفسير الرازي ٣٠ : ٢٤٣ عند تفسير الآية المذكورة.