وبطبيعة الحال تكون المسؤولية الكبرى أمام الله تعالى الخبير بعباده والمطلع على أعمالهم وسرائرهم.
وهو قيمة أخلاقية عالية تدفع الفرد إلى تفضيل وتقديم مصلحة ومنفعة غيره على نفسه ، وكل من يتصف بهذه الفضيلة تتقد روح التكافل في داخله ، فيسعى إلى تقديم المساعدة والعون أو الخدمة لغيره. ومن خلال الإثيار يكون الفرد مشدوداً برباط الودّ مع العباد يسعى لتلبية حوائجهم ويتصدق عليهم بأحب الأشياء إليه.
وقد حدد الإمام الصادق عليهالسلام مواصفات خيار الناس وشرارهم قال : « خياركم سمحاؤكم ، وشراركم بخلاؤكم ، ومن خالص الإيمان البرّ بالإخوان ، والسعي في حوائجهم ، وإنّ البار بالإخوان ليحبّه الرحمن... ثم قال لجميل بن دراج : يا جميل ، أخبر بهذا غرر أصحابك ، قلت : جعلت فداك من غرر اصحابي ؟ قال : هم البارون بالاخوان في العسر واليسر ، ثم قال : يا جميل ، أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك ، وقد مدح الله عزّ وجل صاحب القليل ، فقال في كتابه : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١) » (٢).
________________
(١) سورة الحشر : ٥٩ / ٩.
(٢) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٦١ ، الكافي ٤ : ٤١ / ١٥ ، باب معرفة الجود والسخاء من كتاب الزكاة.