المبدأ يغدو كل جهد إصلاحي من قبيل الحرث في البحر ، وعليه نجد الرسول وأهل بيته : يعملون على تأصيل فكرة المسؤولية في محاولتهم الحثيثة لإعادة تشكيل الإنسان السويّ ، فكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يكرّر مقولة : « ... أنا مسؤول ، وإنّكم مسؤولون » (١).
لقد زرع أهل البيت : في وعي الأمّة فكرة المسؤولية العامة لكي ترتقي من خلالها إلى مستوى التكافل الاجتماعي المطلوب ، في أكثر من اتجاه وعلى أكثر من صعيد ، ففي الاتجاه السياسي يضطلع الحاكم بأيّ شكل جاء إلى السلطة بمستوى عالٍ من المسؤولية ، لكونه يتحكم في مصائر البشر ، ومستأمن على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم ، وعلى الصعيد الأسري فالرجل مسؤول عن أهل بيته ، من حيث الرّعاية والإعالة ، فالمسؤولية ـ اذن ـ شمولية من أعلى السلّم الاجتماعي إلى قاعدته.
وكما يقول أمير المؤمنين عليهالسلام : « كلّ أمرئ مسؤول عمّا ملكت يمينه وعياله » (٢). ثم يبعد نظرنا إلى سعة وشمول هذه المسؤولية فيقول عليهالسلام : « ... اتّقوا الله في عباده وبلاده ، فإنّكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم » (٣).
________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٢٩٠ / ٦ ، باب ما نص الله عزّوجلّ ورسوله على الأئمة : واحداً فواحداً من كتاب الحجة ، و ٢ : ٦٠٦ / ٩ ، باب فضل حامل القرآن من كتاب فضل القرآن.
(٢) عيون الحكم والمواعظ : ٣٩٦.
(٣) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ٩ : ٢٨٨.