دارم قبّحه الله الإمام الحسين عليهالسلام بسهم فأثبته في حنكه الشريف ، فانتزع عليهالسلام السهم وبسط يديه تحت حنكه الشريف ، حتى امتلأت راحتاه من الدم ثم رمى به وقال : « اللهم إني أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك » (١). بالمقارنة بين الموقفين تتكشف لنا عظمة مدرسة أهل البيت : وأخلاقها ومثاليّتها مقابل المدرسة الأموية البغيضة التي أُسِّست على جرف هار فانهار بها وبقادتها لعنهم الله في نار جهنّم ، وبئس المصير.
وهو حاجة أساسية لابدّ منها لعيش الإنسان وبقائه على قيد الحياة. والإسلام لا يريد أن يُترك الإنسان فريسة الجوع. وعليه لابدّ من تفعيل مبدأ التكافل من أجل إطعام الجياع وسد رمقهم. فمن الضرورة بمكان أن يبدأ الإنسان بسد جوع من يقرب له نسباً أو مكاناً ، وفي هذا الصدد يقول الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : « والذي نفس محمّد بيده لا يؤمن بي عبد يبيت شبعان وأخوه ـ أو قال : جاره ـ المسلم جائع » (٢).
وفي هذا الحديث إشارة تستحق التأمل ، وهي أن الاتجاه التكافلي جزء لا يتجزء من الإيمان القلبي. فالإسلام ـ كما هو معلوم ـ إيمان وعمل ، والتكافل هنا يقع ضمن دائرة الإيمان العملي ، وبدون ذلك لا يمكن إطلاق صفة الإيمان
________________
(١) اللهوف في قتلى الطفوف / السيد ابن طاووس : ٧٠ ، ط ١ ـ ١٤١٧ ه ، مطبعة مهر.
(٢) الأمالي / الشيخ الطوسي : ٥٩٨ / ١٢٤١ ، المجلس (٢٦).