يقوم بهذا الأمر ، قائلاً : « من بنى على ظهر الطريق ما يأوى عابر سبيل ، بعثه الله يوم القيامة على نجيب من درّ » (١).
فمن الضروري أن يهتم المرشدون والواعظون بثقافة التكافل في مجال السكن وتوفير المأوى لمن يلتحفون السماء بدون سقف يقيهم المطر والبرد والحر ، فالثواب لا يقتصر على بناء المساجد ، أو المدارس ، بل يشمل أيضاً بناء المساكن لذوي الخصاصة وتوفير المأوى لعابري السبيل.
إن دعوة الإسلام للتكافل مع الفقراء والمساكين وتوفير الماء والطعام واللباس والسكن المناسب لهم ، تنهض دليلاً على سبقه بمئات السنين لوثيقة حقوق الإنسان العالمية التي وافقت عليها هيئة الأمم المتحدة عام ١٩٤٨ م ، وجاء في المادة (٢٥) من هذه الوثيقة : « ان لكل فرد الحق في أن يعيش في مستوى يكفل له ولا سرته الصحة والرفاهية ، وبصفة خاصة يضمن له الغذاء والكساء والمسكن والرعاية الطبية والخدمات الاجتماعية الضرورية ، وله الحق في الضمان في حال مرضه ، وعجزه ، وترمله ، وشيخوخته ، وفي الحالات الأخرى التي يفقد فيها وسائل معيشته لأسباب خارجة عن أرادته » (٢).
وهو من الحاجات الأساسية التي بدونها لا يستطيع الإنسان أن ينفق
________________
(١) عوالي اللآلي / ابن أبي جمهور الإحسائي ١ : ٣٦٥ ، ط ١ ـ ١٤٠٣ ه.
(٢) حقوق الإنسان / د. محمود شريف بسيوني : ٢١ ، المجلد الأول ـ الوثائق العالمية والإقليمية ، دار العلم للملايين ، ط ١ ـ ١٩٨٨ م.