على نفسه وعياله. وعلى ذوي المكنة والغنى وظيفة اجتماعية تتمثل بمساعدة السائلين والمحرومين. وقد أطلق القرآن الكريم على هذا الإنفاق صفة الحقّ ، كما في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) (١).
ويظهر من الرواية التالية أن هذا الحق له وظيفة تكافلية ، فليس هو من الزكاة والصدقات المفروضة ، بل هو أمر تبرعي يقدم عليه المحسن طوعاً لأجل إشاعة مبدأ التعاون ومواساة المعوزين.
عن القاسم بن عبدالرّحمن الأنصاري قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : « إنّ رجلاً جاء إلى أبي علي بن الحسين عليهماالسلام فقال له : أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ : ( فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) ما هذا الحقّ المعلوم ؟ فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام : الحقّ المعلوم الشيء يخرجه من ماله ليس من الزّكاة ولا من الصّدقة المفروضتين. قال : فإذا لم يكن من الزّكاة ولا من الصّدقة ، فما هو ؟ فقال : هو الشيء يخرجه الرّجل من ماله إن شاء أكثر ، وإن شاء أقلّ ، على قدر ما يملك ، فقال له الرّجل : فما يصنع به ؟ فقال : يصل به رحما ، ويقوي به ضعيفاً ، ويحمل به كلاًّ ، أو يصل به أخاً له في الله ، أو لنائبة تنوبه ، فقال الرّجل : الله أعلم حيث يجعل رسالته » (٢).
وعن سماعة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « الحقّ المعلوم ليس من الزّكاة ،
________________
(١) سورة المعارج : ٧٠ / ٢٤ ـ ٢٥.
(٢) الكافي ٣ : ٥٠٠ / ١١.