على ذلك ، قال الرسول صلىاللهعليهوآله في معرض التحذير : « من احتاج إليه أخوه المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل ، حرّم الله عليه ريح الجنّة » (١).
ولها أثر بالغ في رفد مسيرة التكافل في الإسلام ، فمن المعلوم أن الإسلام لم يغلق باب التوبة أمام المذنب ، لأنه يعلم أن الإنسان ضعيف ، ومعرّض للوقوع في براثن الفتن والمغريات ، وعليه فحين يسقط الإنسان في مهاوي الخطيئة يفتح له الإسلام باب التوبة والتكفير عن الذنب ، لكي ينهض من كبوته. فهو يسعى إلى انتشال الإنسان من وحل الخطيئة ، ويُشعره بقدرته على الارتقاء ، وبدلاً من أن يصدّر له قرارات الحرمان ، أو يبيع له صكوك الغفران كما فعلته النّصرانية ، يفتح له باب الكفّارة ، وهو أسلوب شرّعه الرّب رحمةً بعباده ، وتطميناً لقلوبهم ، وتطهيراً لأنفسهم. ولبعض هذه الكفارات غايات تكافلية مع الفقراء والمساكين ، فعن علي بن أبي حمزة عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « سألته عن كفارة اليمين ، فقال : عتق رقبة أو كسوة ، والكسوة ثوبان ، أو إطعام عشرة مساكين ، أي ذلك فعل أجزأ عنه ، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام متواليات ، وإطعام عشرة مساكين مداً مداً » (٢).
وفي رواية أخرى عنه عليهالسلام قال : « في كفارة اليمين عتق رقبة ، أو
________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٤ : ١٥.
(٢) الكافي ٧ : ٤٥٢ / ٣ باب كفارة اليمين ، من كتاب الإيمان والنذور والكفارات.