عفوت عنها » (١).
وتظهر أهميه التشريع الإسلامي للنفقة في الرعاية الاجتماعية في الظروف التي تطغى فيها الأحقاد على عاطفة الرفق والشفقة. أي في الظروف التي تضطرب فيها الطمأنينة النفسية بدخول عوامل الهدم إلى كيان الأسرة كحالات الشقاق والنزاع. فهو يدعم الطمأنينة النفسية إذا تخلّف أحد أفراد الأسرة عما أمر الله به أن يوصل من الرَّحم والتعاطف بين أفراد الأسرة.
وعليه فمن الناحية الفقهية : « يجب على المكلف التكسب لتحصيل نفقة من تجب نفقته عليه كالزوجة والأولاد إذا لم يكن واجدا لها ، ويستحب ذلك للأمور المستحبة ، كالتوسع على العيال ، وإعانة الفقراء » (٢).
في مدرسة أهل البيت : ـ التي هي مدرسة الإسلام الصافية ـ عناية فائقة بالأرحام ، وهناك عشرات بل مئات الروايات التي تدعو إلى صلة الرَّحم ، وهي تنطلق بذلك من حرصها الدائم على عدم قطع عروق العلائق بين القرابة ، الذين يشكّلون الدائرة الأقرب للفرد المسلم ، عن الإمام الصادق عليهالسلام : في قوله تعالى : ( وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ) (٣) ، قال : « هي أرحام الناس ، إنّ الله عزّ وجلّ أمر بصلتها وعظّمها ، ألا ترى
________________
(١) مكارم الأخلاق / الطبرسي : ٤٢١.
(٢) المسائل المنتخبة / السيد السيستاني : ٢٥٥ ، المسألة (٦٢٢) ، ط ٣ ـ مطبعة مهر ، قم.
(٣) سورة النساء : ٤ / ١.