أنّه جعلها منه ؟ » (١).
وكان الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله يوقظ خير ما في أفراد أمته من أحاسيس تجاه أرحامهم ، ويُكثر من توصيته لهم بصلة الأرحام ولو بعدت الشقة وطالت المسافة ، ويعتبر ذلك من جوهر الدين ، لكون الإسلام دين إجتماعي تشكّل التعاليم الاجتماعية وخاصة التكافلية منها أكثر من نصف تعليماته. فعنه صلىاللهعليهوآله : « أوصي الشاهد من اُمّتي والغائب منهم ، ومن في أصلاب الرّجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة ، أن يصل الرّحم ، وإن كان على مسير سنةٍ ، فإن ذلك من الدين » (٢). وكان صلىاللهعليهوآله يحذّر أشد التحذير من التقصير في حقهم ، ويؤكد على ضرورة تحمل الضرر الصادر عنهم ، عن الإمام الصادق عليهالسلام : « إنّ رجلاً أتى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ، إنّ لي أهلاً قد كنت أصلهم وهم يؤذونني ، وقد أردت رفضهم ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إذن يرفضكم الله جميعاً. قال : وكيف أصنع ؟ قال : تعطي من حرمك ، وتصل من قطعك وتعفو عمّن ظلمك ، فإذا فعلت ذلك ، كان الله عزّ وجلّ لك عليهم ظهيراً » (٣).
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : « ألا لا يعدلنَّ أحدكم عن القرابة يرى بها خصاصة أن يسدَّها بالذّي لا يزيدُه إنْ أمسكهُ ، ولا ينقصُهُ إن
________________
(١) عدة الداعي / ابن فهد الحلي : ٨١.
(٢) مشكاة الأنوار / علي الطبرسي : ٢٨٧.
(٣) كتاب الزهد / الحسين بن سعيد الكوفي : ٣٦ ، المطبعة العلمية ، قم ١٣٩٩ ه.