أسلوب التخفي في العطاء ، وكانوا يحثون على صيانة كرامة الفقير وعدم الاستخفاف به اقتداءً برسول الله صلىاللهعليهوآله الذي يقول : « ألا ومن استخفّ بفقير مسلم فقد استخفّ بحقّ الله ، والله يستخفّ به يوم القيامة ، إلاّ أن يتوب » (١).
وهكذا نجد أن تكفّل الفقير والمسكين كان بمثابة حجر الزاوية في توجهات مدرسة أهل البيت : الاجتماعية.
وهنا نجد دعوة قرآنية للتكافل المادي مع هاتين الفئتين المعوزتين ، ففي قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) (٢) نلاحظ موقف التمجيد بالتكافل المادي معهم ، وفي قوله تعالى : ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ) (٣) نجد دعوة للتكافل الأدبي مع السائل خاصة ، ويستلزم ذلك الدعوة لاحترامه وصون كرامته.
وجاء في تفسير الإمام الصادق عليهالسلام لقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) ، « المحروم : المحارف الذي قد حرم كدّ يده في الشراء والبيع ». وعن الصادقين عليهماالسلام : « المحروم الرّجل الذي
________________
(١) من لا يحضره الفقيه / الشيخ الصدوق ٤ : ١٣ ، جماعة المدرسين ، ط ٢ ـ ١٤٠٤ ه.
(٢) سورة المعارج : ٧٠ / ٢٤ ـ ٢٥.
(٣) سورة الضحى : ٩٣ / ١٠.