ليس بعقله بأس ، ولم يبسط له في الرزق ، وهو محارف » (١).
وعلى كل حال فإن مبدأ التكافل يستدعي التضامن مع هؤلاء ، وخاصة السائل الذي يكشف لك عن أمارات وعلائم عوزه من خلال سؤاله ، والتعاليم السماوية عموماً تحث على إكرام السائل ، ففيما اُوحي إلى موسى عليهالسلام : « اكرم السائل إذا أتاك بردّ جميل أو إعطاء يسير » (٢).
وعن زين العابدين عليهالسلام : « حقّ السائل إعطاؤه على قدر حاجته » (٣).
وترتقي مدرسة أهل البيت : في مجال التكافل إلى مستوى إنساني رفيع ، بكفالتها للسائلين من أهل الأديان الأخرى.
فقد مرّ شيخ مكفوف كبير يسأل ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « ما هذا ؟ قالوا : يا أمير المؤمنين نصرانيّ ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : استعملتموه حتّى إذا كبر وعجز منعتموه ؟! أنفقوا عليه من بيت المال » (٤).
فالإسلام لا يأمر بقطع خيوط التواصل مع أهل الأديان ، ويأمر بالتكافل معهم في الظروف الصعبة ، إذ يتسامى فوق الفوارق والخلافات الدينية ، ويرفع قوس بصره إلى مستوى الإنسانية.
________________
(١) الكافي ٣ : ٥٠٠ / ١٢ باب فرض الزكاة وما يجب في المال من الحقوق ، من كتاب الزكاة.
(٢) تحف العقول : ٤٩٢.
(٣) الخصال / الشيخ الصدوق : ٥٧٠.
(٤) وسائل الشيعة ١٥ : ٦٦ / ١٩٩٩٦ باب أنّ نفقة النصراني إذا كبر وعجز عن الكسب من بيت المال ، من كتاب الجهاد.