ويظهر على ضوء ما تقدم من أحاديث أهل البيت : أن التكافل من أروع أنواع عبادة الله ، بل ويضاهي العبادات الأخرىٰ ، ويفوقها ثواباً ، قال الإمام الباقر عليهالسلام : « لأن أعول أهل بيت من المسلمين... أسدّ جوعتهم وأكسو عورتهم ، فأكفّ وجوههم عن الناس ، أحبّ إليّ من أن أحجّ حجّة وحجّة [ وحجّة ] ، ومثلها ومثلها حتى بلغ عشراً ، حتى بلغ عشرة ، ومثلها ومثلها حتى بلغ السبعين » (١).
وهناك إشارات عن أئمة أهل البيت : على أن قبول الأعمال العبادية متوقف على قضاء حوائج الإخوان المؤمنين ، وفي هذا الصدد يقول الإمام الصادق عليهالسلام : « من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند الله حتى تقضى له ، كتب الله عزّ وجل له بذلك أجر حجّة وعمرة مبرورتين ، وصوم شهرين من أشهر الحرم واعتكافهما في المسجد الحرام ، ومن مشى فيها بنيّة ولم تقضى كتب الله له بذلك من حجّة مبرورة » (٢).
وعنه عليهالسلام : « إنّ العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكّل الله عزّ وجل به ملكين : واحدا عن يمينه وآخر عن شماله ، يستغفران له ربّه ويدعوان بقضاء حاجته » (٣).
ومن أجل أن يتأصّل مبدأ التكافل في وجدان وواقع الناس اتّبع
________________
(١) الكافي ٢ : ١٩٥ / ١١ باب قضاء حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.
(٢) الكافي ٢ : ١٩٥ / ١٠ من الباب المتقدم.
(٣) الكافي ٢ : ١٩٧ / ٦ باب السعي في حاجة المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.