فيها البركة ، فضلاً عن أنّ روح التعاون والتكاتف التي تنمو في نفوسهم تدفعهم للقيام بمشاريع ونشاطات اقتصادية نافعة تدرّ عليهم بالخير الوفير. أما طول الأعمار فلأنّ الله تعالى ينسأ في أجل الذين يصلون أرحامهم ويمدهم بعمر مديد ، يقول الإمام الحسين عليهالسلام : « من سرّه أن ينسأ في أجله ، ويزداد في أجله فليصل رحمه » (١).
وجاء عن الإمام الهادي عليهالسلام أنه قال : « فيما كلّم الله تعالى به موسى عليهالسلام ، قال موسى : إلهي ، فما جزاء من وصل رحمه ؟ قال : يا موسى أنسأ له أجله ، وأهوّن عليه سكرات الموت » (٢).
ومن الناحية العمليّة فإنّ الحالة النفسيّة السويّة التي يخلقها التعاطف والتكاتف فيما بين ذوي الرحم ، تجعلهم يبتعدون عن المشاحنات والمشاجرات والجرائم ، فتطول أعمارهم حتى تبلغ آجالها المقدّرة.
وهناك معطيات حسنة أخرى لمن وصل رحمه ، هي أن يعصمه الله تعالى من الذنوب ويهوِّن عليه الحساب ، فقد ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : « إنّ صلة الرّحم والبرّ ليهوِّنان الحساب ويعصمان من الذنوب ، فصلوا أرحامكم وبرّوا بإخوانكم ، ولو بحسن السلام وردّ الجواب » (٣) ، ففي هذه الرواية نجد التأكيد على التكافل مع الأرحام بشقيه المادي والأدبي ، فإن لم يتحصل الأول لضيق ذات اليد ، فعلى الأقل تحصيل الثاني الذي نجد مصداقه
________________
(١) الخصال : ٣٢ ، روضة الواعظين / ابن الفتال : ٣٨٨ ، منشورات الرضي ، قم.
(٢) الأمالي / الشيخ الصدوق : ٢٧٦ / ٣٠٧ ، المجلس السادس والثلاثون.
(٣) اُصول الكافي ٢ : ١٥٧ / ٣١ باب صلة الرحم من كتاب الإيمان والكفر.