البيت : التكافلي ، ومن هؤلاء الشهود ( المعلّى بن خنيس ) يقول : « إن الإمام الصادق عليهالسلام خرج ومعه جراب من خبز ، فأتينا ظلّة بني ساعدة فإذا نحن بقوم نيام ، فجعل يدسّ الرغيف والرغيفين حتّى أتى على آخرهم ثمّ انصرفنا ، فقلت : جعلت فداك يعرف هؤلاء الحقّ ؟ فقال : لو عرفوه لواسيناهم بالدُّقة ! والدقّة هي الملح » (١).
فالإمام هنا يتكفل الناس بالخبز كطعام أساسي ، ولا يفرق بين من يعرف حق آل محمّد صلىاللهعليهوآله ومن لا يعرفه في منهجه التكافلي ، وخاصة في الأطعمة التي لابد منها. نعم ورد عنه عليهالسلام قوله : « ولا تطعم من نصب لشيء من الحق ، أو دعا إلى شيء من الباطل » (٢).
وهناك شهادة قيمة عن المنحى التكافلي للإمام الثامن علي بن موسى الرِّضا عليهالسلام يرويها عنه أحد أصحابه ، وهو ( معمر بن خلاّد ) ، قال : كان أبو الحسن الرِّضا عليهالسلام إذا أكل أتي بصحفة فتوضع بقرب مائدته ، فيعمد إلى أطيب الطعام ممّا يؤتى به ، فيأخذ من كلّ شيء شيئاً ، فيضع في تلك الصحفة ثمّ يأمر بها إلى المساكين. ثمّ يتلو هذه الآية : ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) (٣) ، ثم يقول عليهالسلام : « علم الله عزّ وجلّ أنّه ليس كل إنسان يقدر على عتق رقبة ، فجعل لهم السبيل إلى الجنة باطعام الطعام » (٤).
________________
(١) الكافي ٤ : ٨ ـ ٩ / ٣ ، باب صدقة الليل من كتاب الزكاة.
(٢) الكافي ٤ : ١٣ / ١ ، باب الصدقة على من لا تعرفه من كتاب الزكاة.
(٣) سورة البلد : ٩٠ / ١١.
(٤) المحاسن / البرقي ٢ : ٣٨٩ / ٢٠ ، باب الإطعام.