فليصدقكم أنفسكم ، أفتروني مانعاً نفسي ومعطيكم ؟! فقام إليه عقيل ( كرّم الله وجهه ) فقال له : والله لتجعلني وأسود بالمدينة سواءً ؟! فقال له : أجلس ، أما كان ها هنا أحد يتكلّم غيرك ؟ وما فضلك عليه إلاّ بسابقة أو بتقوى !! » (١).
وعن ابن دأب قال : ولّى أمير المؤمنين عليهالسلام بيت مال المدينة عمّار بن ياسر وأبا الهيثم بن التيّهان ، فكتب : « العربي والقرشي والأنصاري والعجمي وكل من كان في الإسلام من قبائل العرب وأجناس العجم سواء فأتاه سهل بن حنيف بمولى له أسود فقال : كم تعطي هذا ؟ فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : كم أخذت أنت ؟ قال : ثلاثة دنانير وكذلك أخذ الناس ، قال : فأعطوا مولاه مثل ما أخذ ثلاثة دنانير » (٢).
وروى أبو إسحاق الهمداني أنّ امرأتين أتتا عليّاً عليهالسلام ، إحداهما من العرب ، والأخرى من الموالي ، فسألتاه فدفع إليهما دراهم وطعاماً بالسواء ، فقالت إحداهما : إنّي امرأة من العرب وهذه من العجم ، فقال عليّ عليهالسلام : « والله لا أجد لبني إسماعيل في هذا الفيء فضلاً على بني إسحاق » (٣).
وعموما فقد كان أئمة أهل البيت : يحثّون أتباعهم على بذل الأموال سواءً المفروض منها أو المستحب ، ويكشفون لهم الحكمة من وراء ذلك ، والفائدة المرجوّة ، قال الإمام الصادق عليهالسلام لعمّار الساباطي : « يا عمّار أنت ربّ
________________
(١) روضة الكافي ٨ : ١٨٢ / ٢٠٤.
(٢) الاختصاص / الشيخ المفيد : ١٥٢ ، طبع جماعة المدرسين في الحوزة العلمية.
(٣) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد ٢ : ٢٠٠ ، دار إحياء الكتب العربية.