يا ربِّ لأحييتهم ، فيعمروا بلادك ، ويلدوا عبادك ، ويعبدوك مع من يعبدك ، فأوحىٰ الله تعالىٰ إليه : أفتحبَّ أن أحييهم لك ؟ قال : نعم. فأحياهم الله تعالىٰ وبعثهم معه ، فهؤلاء ماتوا ، ورجعوا إلىٰ الدنيا ، ثم ماتوا بآجالهم (١).
فهذه رجعة إلىٰ الحياة الدنيا بعد الموت ، وقد سأل حمران بن أعين الإمام أبا جعفر الباقر عليهالسلام عن هؤلاء ، قائلاً : أحياهم حتىٰ نظر الناس إليهم ، ثم أماتهم من يومهم ، أو ردّهم إلىٰ الدنيا حتىٰ سكنوا الدور ، وأكلوا الطعام ، ونكحوا النساء ؟
قال عليهالسلام : « بل ردّهم الله حتىٰ سكنوا الدور ، وأكلوا الطعام ، ونكحوا النساء ، ولبثوا بذلك ما شاء الله ، ثم ماتوا بآجالهم » (٢).
قال تعالىٰ : ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (٣).
__________________
عن السدّي عن أبي مالك وغيره : يقال له حزقيل.
(١) الاعتقادات ، للصدوق : ٦٠ نشر مؤتمر الذكرىٰ الألفية للشيخ المفيد. والدر المنثور ، للسيوطي ١ : ٧٤١ ـ ٧٤٣ دار الفكر ـ بيروت.
(٢) تفسير العياشي ١ : ١٣٠ / ٤٣٣ المكتبة العلمية ـ طهران.
(٣) سورة البقرة ٢ : ٢٥٩.