فهذا قول الشيعة ، وأنتم تروون أن قوماً قد رجعوا بعد الموت ثمَّ ماتوا بعد ، ثم تنكرون أمرا أنتم تروونه وتقولون به ظلماً وبهتاناً (١).
روىٰ الشيخ المفيد قدسسره عن الحارث بن عبيدالله الربعي ، أنه قال : كنت جالساً في مجلس المنصور ، وهو بالجسر الأكبر ، وسِوار القاضي عنده والسيد الحميري ينشده :
إنَّ الإله الذي لا شيء يشبهه |
|
آتاكم الملك للدنيا وللدين |
حتىٰ أتىٰ علىٰ القصيدة والمنصور مسرور ، فقال سِوار : هذا والله يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه ، والله إنّ القوم الذين يدين بحبّهم لغيركم ، وإنّه لينطوي في عداوتكم ، إلىٰ أن قال : يا أمير المؤمنين ، إنّه يقول بالرجعة ، ويتناول الشيخين بالسبّ والوقيعة فيهما.
فقال السيّد : أمّا قوله بأنّي أقول بالرجعة ، فإنّ قولي في ذلك علىٰ ما قال الله تعالىٰ : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ) (٣).
__________________
(١) الايضاح ، لابن شاذان : ١٨٩ ـ ١٩٥.
(٢) هو إسماعيل بن محمد بن يزيد الحميري ، أبو هاشم ، شاعر إمامي متقدم ، أكثر شعره في مدح آل البيت عليهمالسلام ، كان ثقة جليل القدر ، عظيم المنزلة ، لقي الإمام الصادق عليهالسلام ، وعدّه أبو عبيدة من أشعر المحدثين ، وجعله أبو الفرج ثالث ثلاثة هم أكثر الناس شعرا في الجاهلية والإسلام. ولد في نعمان سنة ١٠٥ ه ومات ببغداد سنة ١٧٣ ه.
(٣) سورة النمل ٢٧ : ٨٣.