نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) ؟ » (١).
وروىٰ علي بن إبراهيم في تفسيره بالاسناد عن حماد ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : « ما يقول الناس في هذه الآية ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ) ؟ ». قلتُ : يقولون إنّها في القيامة.
قال عليهالسلام : « ليس كما يقولون ، إنّ ذلك في الرجعة ، أيحشر الله في القيامة من كلِّ أُمّة فوجاً ويدع الباقين ؟ إنّما آية القيامة قوله : ( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ) » (٢).
واستدل بها أيضاً جملة علماء الشيعة ومفسريهم علىٰ صحة عودة الأموات إلىٰ الحياة قبل يوم القيامة ، قال الشيخ المفيد قدسسره : إنَّ الله تعالىٰ يحيي قوماً من أُمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد موتهم قبل يوم القيامة ، وهذا مذهب يختص به آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد أخبر الله عزَّ وجل في ذكر الحشر الأكبر يوم القيامة ( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ) (٣) ، وقال سبحانه في حشر الرجعة قبل يوم القيامة : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا ) فأخبر أنَّ الحشر حشران عام وخاص (٤).
__________________
(١) مختصر بصائر الدرجات : ٢٥. وبحار الأنوار ، للمجلسي ٥٣ : ٤٠ / ٦. والايقاظ من الهجعة : ٢٧٨ / ٩١. والرجعة ، للاسترآبادي : ٥٥ / ٣٠.
(٢) تفسير القمي ١ : ٢٤. ومختصر بصائر الدرجات ، للحسن بن سليمان : ٤١. وبحار الأنوار ٥٣ : ٦٠ / ٤٩. والرجعة ، للاسترآبادي : ٧٧ / ٤٨.
(٣) سورة الكهف ١٨ : ٤٧.
(٤) المسائل السروية ، تحقيق الاُستاذ صائب عبدالحميد : ٣٣ نشر مؤتمر الشيخ المفيد قدسسره.