أولاً : قوله تعالىٰ : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ * وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (١) إلىٰ قوله تعالىٰ : ( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) (٢).
من أمعن النظر في سياق الآيات المباركة وما قيل حولها من تفسير ، يلاحظ أنّ هناك ثلاثة أحداث مهمة تدلُّ عليها ، وهي بمجموعها تدلُّ علىٰ علامات تقع بين يدي الساعة وهي :
١ ـ إخراج دابة من الأرض : ( أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ ).
٢ ـ الحشر الخاص : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ).
٣ ـ نفخة النشور ثم القيامة : ( وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ... وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ) ، وسوف نتحدث عمّا في تلك الآيات من دلالة واضحة علىٰ الاعتقاد بالرجعة وعلىٰ النحو الآتي :
فالآية الاُولىٰ تتعلق بالوقائع التي تحدث قبل يوم القيامة باتّفاق المفسرين ، ويدلُّ عليه أيضاً ما أخرجه ابن مردويه عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنَّ بين يدي الساعة الدجال والدابة ويأجوج
__________________
(١) سورة النمل ٢٧ : ٨٢ ـ ٨٤.
(٢) سورة النمل ٢٧ : ٨٧.