حتىٰ أتىٰ علىٰ القصيدة ، قال : فقال المنصور : كفّ عنه. فقال السيد : يا أمير المؤمنين ، البادىء أظلم ، يكفّ عني حتىٰ أكفُّ عنه.
فقال المنصور لسِوار : تكلّم بكلام فيه نَصَفة ، كفّ عنه حتىٰ لا يهجوك (١).
روىٰ السيد المرتضىٰ قدسسره عن الشيخ المفيد ، أنّه قال : سأل بعض المعتزلة شيخاً من أصحابنا الإمامية وأنا حاضر في مجلس قد ضمَّ جماعة كثيرة من أهل النظر والمتفقهة ، فقال له : إذا كان من قولك إنّ الله يردَّ الأموات إلىٰ دار الدنيا قبل الآخرة عند قيام القائم ليشفي المؤمنين كما زعمتم من الكافرين ، وينتقم لهم منهم كما فعل ببني إسرائيل فيما ذكرتم حتىٰ تتعلقون بقوله تعالىٰ : ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ) (٣) فخبّرني ما الذي يؤمنك أن يتوب يزيد وشمر وعبدالرحمن بن ملجم ويرجعوا عن كفرهم وضلالهم ، ويصيروا في تلك الحال إلىٰ طاعة الإمام ، فيجب عليك ولايتهم والقطع بالثواب لهم ، وهذا نقض مذهب الشيعة ؟
__________________
(١) الفصول المختارة ، للسيد المرتضىٰ : ٩٣ ـ ٩٥.
(٢) هو الإمام أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان ، المعروف بالشيخ المفيد ، وابن المعلم ، انتهت رئاسة الإمامية في وقته إليه ، وفضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم ، وكان رحمهالله ، خاشعاً متعبداً متألهاً كثير الصلاة والصوم والصدقات ، توفي في بغداد سنة ٤١٣ ه.
(٣) سورة الإسراء ١٧ : ٦.