وعلى رأسه أمريكا من أن يخرج الماردُ الإسلامي من قُمقمِهِ فيكتسحَ كل مصالحهم ويضع حداً لجشعهم فحاربوا إيران بمختلف الوسائل سياسياً واقتصادياً وإعلامياً حتى وصلوا إلى ذروة تصدّيهم لهذه الموجةِ الجديدة بأن أعلنوها حرباً طاحنة ضدها وجعلوا صدام حسين وجيشه يحارب بالنيابة عنهم وجعلوا من العراق ، البلد الإسلامي العريق ، سدّاً منيعاً أمام أي نوع من المدّ الإسلامي ، وتستمر الحرب ضد إيران لمدة ثمان سنوات شهدت إيران خلالها من المصاعب والحرمان والشدّة شيئاً فظيعاً للغاية.
بقي أن نشير إلى مسألة لها دلالتها المهمة في هذا المقام وهي أن نوستردامس جاء في رباعيته بنصّها الأصلي بعبارة [ Augur ] فيما ترجمناه بكلمة الكاهن في السطر الرابع ، وهي كلمة لاتينية تعني بالضبط الكاهن أو رجل الدين الذي يتنبأ بالمستقبل ، فإذا ما عرفنا بأن آية الله الخميني كان يكرّرُ القولَ بأنّ التسعينات من هذا القرن سوف تشهد غَلَبَة المستضعفين على المسنكبرين وأن القرن العشرين سيشهد في النهاية هزيمةَ القوى الاستكبارية ، لكان لهذا المعنى أهمية بالغة وليدخل في تناغم وانسجام تام مع ما سيأتينا فيما بعد من نبوءاته عن مستقبل هذا القرن وبشكل يزيد من أعجابنا بما يقوله