لأحد من الإستسلام والخضوع لأمريكا أو لبريطانيا أو لفرنسا وللغربيين عموماً. وكانت خطتهم هي بالضبط ما حصل ، إذ صنعوا من صدام بطلاً أسطورياً يواجه قوى العالم أجمع مواجهة حدّية فاجأة الناس جميعاً ، فأحسّ بعضهم باللعبة وقال كلاّ لا يمكن أن يكون هذا هو صدام الذي نعرفه وما هذا بردائه ولا هذا هو حجمه أو خلقه ، إنه يتحرك ويتكلم وفق دور يلعبه في لعبة كبيرة ، بينما أغفلت عنها الغالبية العظمى التي رأت في صدام فارس أحلامها فتعلّقت به القلوب والآمال لأنه واجه أمريكا وتحدّى الغرب الذي يبغضونه جميعاً ، وصاروا ينتظرون ساعة النزال الذي سيسوّد وجوه الأمريكان بعد أن يتلقوا من الضربات الموجعة على يد هذا البطل الجديد ما يكسر من كبريائهم وإستعلائهم. وإذا بفارس الأحلام صدام لا يرفع سيفاً ولا عصا ولا يصول ولا حتى صولة واحدة على فرسه الأشهب بل إنه لم يرفع رأسه ولا حتى للخطة بل أنه إنتظر العاصفة حتى سكنت فانكبّ على أحذية الأمريكان والإنكليز يقبّلها صاغراً راضياً بكل ما يملونه عليه ، وكانت صاعقة تنزل على رؤوس المخدوعين بالسّراب فتنسف الآمال والأمنيات وتدفع بالكثيرين إلى حالة من الدهشة والخواء أو حتى الذلة والهوان.