ليس بمعنى ظاهر الخشوع والاستسلام ولكن بمعنى حقيقة المتابعة وأن تتخذ سبيلاً وطريقاً إلى الله تعالى ، وماذا يمكن أن يكون السبيل إلى الله تعالى إلا أن تتخلق بأخلاقه وتجعل من أسمائه الحسنى رائداً عملياً لك ، وتكون غايتك وهدفك من ذلك ومن كل عمل تعمله هو الله تعالى والتقرب إليه ، فتكون قادراً إلى أبعد الحدود على أن تزيل من دربك كل عائق فكري أو نفسي يقف في سبيل انطلاق قدراتك وتناميها لأن للإنسان من القدرات والامكانات ما لا يعلم حدودها إلا الله تعالى وإنما هو الفرد من الذي يحدّدها ويضع عليها القيود ويحبسها ويقفل عليها في خزانة من حديد. وإطلاق القدرات والأمكانات الحبيسة لدى الإنسان هو سبيل إلى الله تعالى لأنّه أخذٌ بصفة من صفاته وتخلّقٌ بواحد من أخلاقه. ثم أن تكون وليّاً معيناً وناصراً لأخوانك ولأفراد المجتمع الذي أنت فيه حتى أنك لتلي صاحبك في أموره وتعمل له وكأنه هو الذي يعمل لنفسه ، وهذا سبيل آخر إلى الله تنحو فيه منحى الله عز وجل في ولايته ونصرته وتأييده لعباده ووكالته لهم.
وأن تكون جواداً سمح اليد ومعطاءاً تواسي أخوانك بأموالك فتتخلّق بأخلاق الله تعالى وهو الرّزاق الكريم فلا ترجو لذلك شكراً ولا جزاءاً ولا تجعل فيه مِنّةً