« تنبيهات المسألة »
ولا بد قبل الخوض في المطلب من بيان المراد بالبساطة والتركيب وتعيين محل الكلام فيهما.
وقد تعرض صاحب الكفاية إلى تحديد المتنازع فيه ، فذكر : ان المبحوث عنه هو البساطة في عالم التصور واللحاظ لا الواقع وبحسب التعمل العقلي. وبيان ذلك : ان الشيء قد يكون بسيطا في عالم اللحاظ بمعنى انه لا يتحقق في الذهن عند التعبير عنه إلا صورة واحدة لا أكثر ، ولكنه في الواقع والحقيقة قد يكون كذلك كالبياض ، فانه في ذاته بسيط ، كما انه صورة ولحاظا كذلك. وقد يكون مركبا بالتركيب الحقيقي كالإنسان ، فانه حقيقة ذو جزءين الحيوان والناطق ، ولكنه واحد صورة ولحاظا ، أو بالتركيب الاعتباري كالدار ، فانه بحسب الاعتبار ذو اجزاء ، إذ هو اصطلاح عرفي على مجموعة أمور كالساحة والغرفة والسطح ، ولكن صورته الذهنية واحدة. فالكلام في ان المشتق بسيط في عالم التصور أو مركب؟ ، بمعنى انه حين إطلاق اللفظ هل تأتي في الذهن صورة لشيء واحد أو أشياء؟ وليس الكلام في واقع المشتق وحقيقته (١).
__________________
(١) الخراسانيّ المحقق الشيخ محمد كاظم. كفاية الأصول ـ ٥٤ ـ طبعة مؤسسة آل البيت عليهمالسلام.