الإسلام ، وإلى هذا تشير الآية الشريفة في حكاية قول رأس المشركين الوليد ابن المغيرة :
(لَوْلاَ نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (١) ، والقريتان : مكة والطائف ، والرجلان هما : مسعود بن عمرو ، والآخر الوليد بن المغيرة بن عمر ابن مخزوم ، وهو القائل : لو كان ما يقول محمد حقا لنزل عليّ القرآن أو على مسعود بن عمرو (٢).
فتح المختار عينيه على الدنيا في الطائف خلال أولى سنوات الهجرة ـ سنة ٦٢٢ م ـ على أرجح الروايات لأنّه كان مع جيش أبي عبيد والده في العراق لقتال الفرس في السنة الثالثة عشر للهجرة (٣) وعمره آنذاك ثلاثة عشر عاما.
وكان وراء ميلاده هذا حكاية ، مفادها أن أباه لما أراد أن يتزوّج ، ذكروا له كثيرا من نساء قومه إلاّ أنه لم يختر أيّا منهن ، حتى أتاه آتٍ في المنام فقال :
تزوّج دومة الحسناء الحومة ، فما تسمع فيها للائمٍ لومة.
فأخبر أهله ، فقالوا : قد أمرت ، فتزوّج دومة بنت وهب بن عمر بن معتب.
__________________
(١) سورة الزخرف : ٤٣ / ٣١.
(٢) يقول ابن حجر في الإصابة ٣ : ٤١٢ ، عن ابن حاتم وابن مردويه عن طريق ابن عباس رضياللهعنه ؛ بأنّها نزلت في رجل من ثقيف ورجل من قريش والثقفي هو (مسعود بن عمرو).
وفي المعارف لابن قتيبة : ١٧٥ ، كان جده مسعود هو المراد من قوله تعالى : (لَوْلاَ نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ).
(٣) بحار الأنوار ٤٥ : ٣٥٠.