مقتل ابن زياد لعنه اللّه
كان خطر الجيش الأموي بقيادة عبيد اللّه بن زياد الملعون ابن الملعون قد داهم الموصل ، وأراد المختار كما رأينا أن ينقذ الموصل فبعث قائده إبراهيم ابن مالك الأشتر لصدّ الأمويين ، ولكن المختار اضطرّ إلى استدعاء قائده ليخمد الانقلاب الذي أعلنه أنصار الشجرة الملعونة في الكوفة ، ونجح المختار في القضاء على هذه الفتنة وشعر بالاستقرار والهدوء في الداخل ممّا مكّنه من التفرّغ لعدوه ابن زياد.
وبعد يومين بعث المختار ، قائده الباسل ابن الأشتر ، في أواخر ذي الحجّة سنة ٦٦ه لقتال جيش الشام ، وأمره أن يهاجمهم متى لقيهم ، وأن يجدّ في السير قبل أن يدخل أرض العراق ، وكان ابن زياد قد استطاع بجيشه الكثيف أن يحتل الموصل ، وصحب المختار جيشه إلى نهر الفرات ووعدهم بالنصر ، ممّا رفع روحهم المعنوية وبثّ الحماس فيهم.
التقى جيش المختار بجيش الشام عند قرية (بارشيا) وهي قرية تقع على ضفاف نهر الخازر (١) قرب مدينة الموصل.
وكان ابن الأشتر حسن الحظ ، فقد تقدم إليه سرا أحد قواد ابن زياد وهو
__________________
(١) رافد للزاب الكبير ، وهو فرع من فروع دجلة.