بوادر ثورة المختار
بعد أن خرج سليمان بن صرد الخزاعي ، واتباعه لقتال ابن زياد ، وأهل الشام ، أثارت نشاطات المختار شكوك قادة الكوفة ، الذين كان كثير منهم قد شارك في قتل الإمام الحسين عليهالسلام.
فقد حذروا الوالي الزبيري من المختار قائلين : «أن المختار أشد عليكم من سليمان بن صرد. أن سليمان إنّما خرج يقاتل عدوكم ، ويذللهم لكم ، وقد خرج عن بلادكم ، وأن المختار ، إنّما يريد ، أن يثب عليكم في مصركم».
ولو حللنا مضمون تحذير زعماء الكوفة للوالي الزبيري من المختار لاستنتجنا ، أن من وراء هذا التحذير أسبابا خاصة منها :
١ ـ أن أغلبهم كانوا متهمين بالاشتراك مع النظام الأموي في واقعة الطف. وبما أن المختار ، توعّد كل من اشترك ، أو قام بالتواطئ على قتل الحسين عليهالسلام ، فمن مصلحتهم والحال هكذا ، أن يحذروا الوالي من تحرك المختار.
٢ ـ لعلّ والي الكوفة هو الذي بثّ مثل هذا الخبر ، خوفا على منصبه الذي سيخرجه منه المختار رغم أنفه فيما بعد ، ولخشيته أن لا يُحرج مع ابن الزبير في حالة تعاطفه مع المختار.
٣ ـ أو ربما أن ابن الزبير هو الذي كلّف زعماء الكوفة لإشاعة مثل هذا