بسليمان بن صرد ـ زعيم الحركة ـ كونه المؤثّر الخارجي على هؤلاء الجماعة لأجل أن يستغلّها للحصول على السيطرة أو الزعامة ، ولكننا نقول على الفور من أن هذا الاحتمال باطل كسوابقه حيث أن التاريخ لم يذكر لنا هذا الاحتمال الذي يمكن بسهولة أن يتقول به الأمويون وهم في سلطانهم بعدما فشل سليمان في حركته وقتل ، ومعروف ما في الأمويين من صفة التهريج والتشنيع على معارضيهم ، فالذين يتّهمون الإمام الحسين ـ ابن بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بأنّه خارجي فمن السهل إذن أن يتّهموا سليمان بأشنع التهم وأفظعها ، وعلى هذا فإنّ سليمان بريء من احتمال حيازة السلطة أو الزعامة إلى نفسه ، وحقيقة الأمر كما نرى أنه رجل كسائر التوابين غير أنه امتاز عليهم بالحنكة السياسية والدهاء العسكري ، ولذا وقع عليه الاختيار وتزعّم الحركة التوابية.
وعلى الرغم من فشل ثورة التوابين لكنها أعطت الغذاء والقاعدة لثورة المختار فيما بعد.