تمرُّد الكوفيِّين
بعد الانتصار العظيم الذي حقّقه المختار بقيادة قائده إبراهيم بن مالك الأشتر ، وسيطرته على الكوفة كليّا ، وطرده ابن مطيع واليها من قبل ابن الزبير ، راح ابن الزبير ، وعبد الملك بن مروان ، يحسبان ألف حساب للمختار ، فهما يعرفان عنه من الجرأة والأقدام في الأمور الصعبة ما يكفي لتخوّفها منه ، ومن هنا حاولا تخويف العرب من شخصه بقولهما ، إنّما المختار يريد أن يتسلّط على رقاب العرب ، كما وأنه ينوي إذلال أشرافهم.
ومقابل ذلك فإنّ المختار هو الآخر لم يُؤْثِر الراحة والدعة ، إذ ربما يقوم ابن الزبير بتحالف مع مروان للقضاء على المختار ، لذا قرّر أن لا يتوقّف عند مرحلته الأولى ، أي طرد ابن المطيع ، بل يمضي قدما لتقويض حكم ابن الزبير الثعلب المراوغ الذي كان يطالب كذبا بثار الإمام الحسين عليهالسلام ، قبل تسلّمه دست الحكم ، ولما بويع بالخلافة صار يفكر بنفسه وبتثبيت ملكه حتى وإن أدّى ذلك إلى احتضان قتلة الإمام الحسين عليهالسلام!
وكان المختار قد تجاوز بنفوذه منطقة الكوفة ، وما حولها حيث امتدّ إلى مناطق شملت الموصل والبصرة ، وإن أصحبت فيما بعد تحت حكم الزبيريين وغيرها من حواضر الدولة في حينه.
لذا أسرع المختار بتصفية المراكز القريبة منه ، وعمل على توحيد قواته