مكانته في التاريخ
في ضوء ما قدّمناه من حقائق عن سيرة المختار الثقفي ، وأعماله ، نستطيع أن نقول بأن مكانته في التاريخ أصبحت واضحة ، فهذه المكانة تحدّدها الجوانب الرئيسية التالية :
١ ـ أنّه نَبّه الناس بجرائم الأمويين ، وبنى قاعدة ثورية أخذت على عاتقها حماية رسالة اللّه ، التي بشّر بها نبيّنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك من خلال الثورات التي حدثت بعد ثورته رحمهالله سواء كانت من الثورات العلوية أو من غيرها والتي اشتركت جميعا في هدم دولة الخبيث معاوية التي كانت وبالاً على الإسلام والمسلمين.
وبهذا يكون المختار رضياللهعنه من أوائل من عجّلوا بسقوط تلك الدولة الخبيثة التي اجتُثّت من عروقها فما لها من قرار.
٢ ـ أنّه ساوى جميع طبقات المجتمع العربي من العرب ، والموالي ، وأهل الذمّة ، والرقيق ، عندما استولى على الكوفة ، وأظهر العدالة والأمن للجميع.
٣ ـ أنّه قتل جميع أولئك الذين استطاع أن يجدهم ، ممن شاركوا في مقتل الإمام الحسين عليهالسلام ، وهدم بيوت الذين تمكّنوا من الهرب إلى البصرة ، إذ نامت العرب عن ذلك (١).
__________________
(١) الدينوري : ٣١٣.