٤ ـ أشرك الموالي ، ضمن جيشه وجعلهم يشاركون العرب بالفيء ، وركوب الخيل بعد أن اضطهدهم الأمويون ، ومنعوهم عن ذلك.
٥ ـ أنّه لم يبايع لنفسه بالخلافة ، وهذا إن دلّ ، إنّما يدلّ على عدم رغبته في الملك ، وعدم رغبته في متاع الدنيا. ولما كان خصومه هم الغالبون ، فمن الطبيعي أن تُصاغ هذه الأكاذيب في روايات مسندة ، لتدخل التاريخ بوجه (مشروع) حين يكون منهج المؤرّخ هو جمع الأخبار ، دون التحقيق فيها.
٦ ـ أنّه استُشهد من أجل الدين ، ومن أجل قضيته التي نذر نفسه إليها (أخذ الثأر) ، وقد استمرّت الثورات التحررية بعد ثورة المختار ، محتفظة بنفس طابعها التحرري في مقارعة الظلم والطغيان الأموي ، لأنّ ثورة المختار رحمهالله كسرت حاجز الخوف بين الناس وبين الثورة ، التي أسقطت دولة البغي الأموية عام ١٣٢ هـ.
٧ ـ وأخيرا ، وإذا كان المختار قد استُشهد وقُتل بسبب تفكّك أنصاره وقلّة إخلاص القادة الذين حوله أمثال إبراهيم بن مالك ، الذي بايع للمختار علانية ، وارتداده في وقت كان المختار في أشدّ الحاجة إليه ، وقد أثّرت دعاية محمد بن الأشعث : «والمختار اليوم ليس معه جيش ، إنّما هو في شرذمة قليلة» (١) ، القوية على معنويات جيش المختار وعلى قادته وأنصاره من القبائل الأخرى.
إذا كان كلّ ذلك قد حدث فإنّه لم يحدث بسبب القابليات الخارقة لجيش مصعب ذلك إنّنا يجب أن نحذر من المبالغات والدعايات التي بثّها أنصار مصعب وهي الكتلة التي انتصرت في نهاية المطاف للأسباب أعلاه.
__________________
(١) الفتوح / ابن أعثم الكوفي ٦ : ٢٨٤.