نشأة المختار
ابتدأت المرحلة الأولى من حياة المختار بنشأته في بيت مسلم بكنف أبيه الذي عرف بشجاعته ودوره المتميز في حروب المسلمين مع الفرس.
ومن أبرز ما أداه في حياته ، قيامه بقيادة جيش المسلمين أثناء معركة الجسر (١) بتكليف من عمر بن الخطاب ومن ذلك نستنتج ونحن مطمئنون أنّه كان ذا دراية بفنون القتال وعلى قدر عالٍ من الشجاعة ، لأنّ المراكز القيادية ما كانت تولّى إلاّ لمثل هذا النمط من الرجال.
وقد قدّر لوالده أن يُقْتَل في تلك المعركة وكان المختار حينها معه وهو ابن ثلاثة عشر عاما ، وبعد رحيل أبيه إلى دار الآخرة ، تكفّله عمه سعد بن مسعود ، وهو من أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن أولياء الإمام علي عليهالسلام.
ويبدو أن هناك علاقة ما كانت تربط بين الإمام علي عليهالسلام ، وبين والده وعمه ، وهذا يفسر لنا ما ورد عن الأصبغ بن نباتة ـ كما تقدم ـ أنّه قال : «رأيت المختار على فخذ الإمام علي عليهالسلام ، وهو يمسح رأسه ، ويقول : يا كيس ، يا كيس» (٢).
__________________
(١) معركة الجسر هي من المعارك الفاصلة بين جيش المسلمين وجيش الفرس وكان أبو عبيد بن مسعود الثقفي أحد قادة المسلمين فيها.
(٢) البحار ٤٥ : ٣٥١.