أولاً : أنّها لا تصحّ إلاّ إذ كانت مرويّة عن زيد بن علي وليس عن الإمام الباقر عليهالسلام ، لأنّ الباقر كان موجودا أثناء واقعة الطف ، وهو ابن سنتين وشهور ، وقيل خمس سنوات (١) ، ومن المعروف أن أُمّه هي فاطمة بنت الإمام الحسين ابن علي عليهماالسلام ، وأن المرأة التي أرسلها المختار إلى الإمام علي السجّاد عليهالسلام ، هي (حورية) ، أم زيد بن علي السجّاد عليهماالسلام (٢).
الأمر الثاني : فواضح في أن مضمونها يدلّ على شكر وتقدير لأعماله الحسنة.
يذكر الأستاذ حسين باقر في كتابه (٣) ، أن المختار أرسل إلى الإمام علي ابن الحسين عليهماالسلام ، عشرين ألف دينار فتقبّلها وبني بها دار لعقيل بن أبي طالب وكذلك دورهم التي هدمت. ثم أرسل له بعد ذلك بأربعين ألفا فرفضها الإمام عليهالسلام ، بعد ما أظهر الكلام الذي أظهر (أي المختار) فردّها ولم يقبلها منه. وينقل روايته تلك عن كتاب رجال الكشي (٤) ، ثمّ يستطرد حسين باقر فيقول ، أن المختار أرسل بهدايا إلى الإمام السجّاد عليهالسلام ، وأن الإمام لم يتقبّلها بل قال : «نحن لا نقبل هدايا الكذّابين» ، وأن رسل المختار محو العنوان وكتبوا المهدي محمد بن علي بن الحنفية.
وهذه الرواية ساقطة عن الاعتبار لأنّها ضعيفة جدا كما صرح بذلك السيد الخوئي في ترجمة المختار بن أبي عبيدة الثقفي (٥).
__________________
(١) اللهوف / ابن طاووس. حيث ولد الإمام عليهالسلام في ٣ صفر سنة ٥٧ هـ وتوفي في ٧ ذي الحجة سنة ١١٤ هـ.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٨٦.
(٣) الإمام السجاد : ١٠٦.
(٤) رجال الكشي : ١٨٦.
(٥) معجم رجال الحديث ١٨ : ٩٧ / ١٢١٥٦.