سنين كسني يوسف ، وسلّط عليهم غلام (ثقيف) ، يسقيهم كأسا مصبّرة ، ولا يدع فيه أحدا إلاّ قتلة بقتلة وضربة بضربة ، ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي ، منهم فإنّهم غرّونا وكذبونا ، وخذلونا وأنت ربّنا عليك توكّلنا ، وإليك أنبنا وإليك المصير» (١).
ونحن نجد أن لفظة (غلام ثقيف) من غير الممكن أن يكون المقصود بها هو الحجّاج ، لأنّ الحجّاج لم يقم بقتل قتلة الإمام الحسين عليهالسلام ، وأهل بيته ، وأصحابه ، وإنّما الذي قام بذلك هو المختار الثقفي.
وروي (٢) ، أنه دخل جماعة على الإمام الباقر عليهالسلام وفيهم عبد اللّه بن شريك ، قال : فقعدت بين يديه إذ دخل عليهم شيخ من أهل الكوفة ، فتناول يده ليقبّلها ، فمنعه ثم قال : من أنت؟
قال : أنا أبو الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وكان متباعدا منه عليهالسلام ، فمدّ يده فأدناه حتى كان يقعده في حجره ، فقال : أصلحك اللّه ، أن الناس قد أكثروا في أبي ، والقول واللّه قولك ، قال : وأي شيء يقولون؟ قال : يقولون كذّاب ، ولا تأمرني بشيء إلاّ قبلته.
فقال عليهالسلام «سبحان اللّه أخبرني أبي أن مهر أمي مما بعث به المختار إليه ، أو لم يبن دورنا ، وقتل قاتلنا ، وطلب بثأرنا ، فرحم اللّه أباك ـ كرّرها ثلاثا ـ ما ترك حقّا عند أحد ، إلاّ طلبه».
ويجدر بنا أن نلاحظ على هذه الرواية أمرين هما :
__________________
(١) بلاغة الحسين / مصطفى محسن الموسوي : ٧٦ ـ ٨٠.
(٢) بحار الأنوار ٤٥ : ٣٤٣.