سيقتل من أنصار بني أمية ثلاثمائة وثلاثة وثمانين ألف رجل ، فإذا أتاك كتابي هذا فخلِّ عنه ولا تعرض له إلاّ سبيل خير فإنّه زوج ظئر ابني الوليد بن عبد الملك بن مروان ، وقد كلّمني فيه الوليد ، وإنّ الذي حكى إن كان باطلاً فلا معنى لقتل رجل مسلم بخبر باطل وإن كان حقّا فإنّك لا تقدر على تكذيب قول رسول اللّه). فخلّى عنه الحجاج (١).
ونحن نرى ، أن الذي عقب على قول الإمام المتقدّم لم يكن الحجّاج ، وإنّما هو عبيد اللّه بن زياد ، وذلك لأنّ الحجّاج لم يأتِ إلى الكوفة إلاّ في سنة ٧٢ هجرية. أي بعد استشهاد المختار رحمهالله بخمسة سنوات ، ضمن الجيش الذي قاده عبد الملك بن مروان لمحاربة مصعب بن الزبير ، وبعد مقتل مصعب توجّه الحجّاج لقتال عبد اللّه بن الزبير في مكة ، وبعد مصرع عبد اللّه ، ولاّه عبد الملك حكم مكة والمدينة ، واستمرّ الحجّاج واليا على الحجاز واليمن واليمامة ثلاثة أعوام ، ثم ولاّه عبد الملك على الكوفة والبصرة في رجب من عام ٧٥ هجرية (٦٩٤م) (٢).
كما ورد عن الإمام الحسين عليهالسلام ، أنه حذّر جيش المملكة الأموية بعذاب اللّه النازل عليهم حيث قال عليهالسلام : «تبّا لكم وترحا أيتها الجماعة ، حين استصرختمونا والهين ، فاصرخناكم موجفين مستعدّين ، سللتم علينا سيفا لنا في إيمانكم ، وحثثتم علينا نارا قد أجّجناها على عدوكم ، وعدونا. إلى أن يقول عليهالسلام : اللهمّ احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٥ : ٣٤١.
(٢) أنساب الأشراف / البلاذري ٥ : ٢٥٧ ، مروج الذهب ٣ : ٥٦ ، الإمامة والسياسة ٢ : ٢٣ ـ ٢٤ تحقيق طه محمد الرايني ، تاريخ ابن الأثير ٥ : ١٣٥.