عمير بن الحباب السلمي وعرض عليه الانضمام إليه وترك ابن زياد ، ويرجع ذلك إلى أن عميرا كان قيسيا ، وكان الأمويون في ذلك الحين يقرّبون الكلبيّين اليمنيين ، ويُبعدون القيسيين ، وكانت نار العصبية كثيرا ما تشتعل بينهم ، وقد صوّر ابن الأثير الموقف فقال :
« وأرسل عمير بن الحباب السلمي وهو من أصحاب ابن زياد إلى ابن الأشتر أن ألقني. وكانت قيس كلها مضطغنة على ابن مروان ـ أي عبد الملك ـ من وقع مرج راهط وجنّدَ عبد الملك يومئذ كلبا ، فاجتمع عمير وابن الأشتر فأخبره عمير على مسيرة ابن زياد وواعده أن ينهزم الناس. ونفذ ابن الحباب خطّته وبرّ بوعده » (١).
وقال المسعودي : « .. وكان في نفسه ما فعل بقومه من مضر وغيرهم من نزار يوم مرج راهط ، فصاح يا لثارات قيس ، يا لمضر ، يا لنزار فتزاحمت نزار من مضر وربيعة على من كان معهم في جيشهم من أهل الشام من قحطان » (٢).
وفي يوم الواقعة ، عبّأ إبراهيم جيشه منذ الفجر ، ووضع الأمراء مواضعهم ، ودعا بفرس له فركبه ، ثمّ مرّ على أصحاب الرايات كلها ، فكلّما مرّ على راية وقف عليها ، ثم قال : «يا أنصار الدين ، وشيعة الحق وشرطة اللّه ، هذا عبيد اللّه بن مرجانة ، قاتل الحسين بن علي ، ابن فاطمة بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي حال بينه وبين بناته ، ونسائه وشيعته ، وبين ماء الفرات أن يشربوا منه ، وهم ينظرون إليه ، ومنعه أن ينصرف إلى رحله وأهله ، ومنعه الذهاب في
__________________
(١) الكامل ٤ : ١١٠.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٤٢.