الحنفية ، بثأر الحسين عليهالسلام ، وسائر الشهداء في كربلاء عليهمالسلام :
فقد ذكر الطبري في تاريخه (١) ، أن المختار قال : «اطلبوهم فإنّه لا يسوغ لي الطعام والشراب ، حتى أُطهِّر الأرض منهم».
أو قوله : «ما من ديننا أن نترك قتلة الحسين». أو يُخاطب عبد اللّه بن كامل ، وكان هذا من أخصّ بطانته وقد استجار عنده (محمد بن الأشعث) : «أتستحلّ أن تجير قتلة ابن نبيك؟» (٢).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٤ : ٥٥٣.
(٢) الطبري ٤ : ٥٣٣ ، والإمامة والسياسة ٢ : ١٩ ، تحقيق طه محمد الزيني. قال صاحب المعارف : ٢٤٦؛ إنّه قتل ابن عمر بن سعد بن أبي الوقاص حفص وكان ابن أخت المختار. وهذا يدل على حب وولاء المختار لآل البيت ، وإنّه أكبر دليل على إيمانه وعقيدته الثابتة. وكان عمر بن سعد قد أخذ الأمان له ولعائلته. (من قبل جعدة بن هبيرة بن أخت الإمام علي عليهالسلام) وهذا نص وثيقة الأمان بسم اللّه الرحمن الرحيم : هذا أمان المختار بن أبي عبيد لعمر بن سعد بن أبي وقاص إنّك آمن بأمان اللّه على نفسك وأهلك ومالك وولدك لاتؤاخذ بحدث كان منك قديما ما سمعت وأطعت وألزمت إلاّ أن تحدث حدثا فمن لقى عمرا من شرطة اللّه وشيعة آل محمد فلا يتعرض إلاّ بسبيل خير.). ويفسر لنا الطبري وأكثر المؤرخين عند التعرض لهذه الحادثة معنى هذا الحديث الذي أخذه المختار شرطا وثيقا وأقرّ به عمر راضيا عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام قال : «إنّما أراد المختار بقوله أن لا يحدث حدثا هو أن يدخل بيت الخلاء» ولا مراء ـ عندنا ـ بصحه هذا القول لصحة (التورية) التي تطلق على معنيين قريب وبعيد ، وأراد به البعيد في نفسه ليظفر بعدوه فيقتله).
على أيّة حال : لم يهدأ للمختار بال ، فراح يسجع في ابن سعد ويقول : «لأقتلن رجلاً عظيم الفخذين غائر العينين مشرق الحاجبين يهز الأرض برجليه يسر قتله المؤمنين والملائكة المقربين».