وأن تلك الرواية تنتمي إلى جنس ما وضعه أهل الأقلام المأجورة ، الذين دأبوا على النيل من رموز الشيعة وقادتها استجابة للسواد المقيم في نفوسهم المريضة الحاقدة والممتلأة غيظا على الذين انتصروا للرسالة المحمدية ممثلة بأهل بيته الأطهار عليهمالسلام.
وثمة روايات أخرى مماثلة للرواية التي تقدم ذكرها ، سنفرد لتناولها مكانا خاصا ، نقف فيه على قيمتها وحقيقتها.
وزيادة على ما تقدم ، فإنّ المختار كان على قدر كبير من الفضل في الدين والورع ، ويكفي ولاؤه لأهل البيت عليهمالسلام ، دليلاً على سلامة دينه.
كما كان ذا منزلة وفضل توارثه عن أبيه وعمه ، ثم زاد فيه بما أوتي هو شخصيا من خلق ، مع علوِّ الهمّة ، وطموحه في القضاء على دولة الباطل والإطاحة بكل رموزها ، ومحاولة إعادة الحق المغتصب إلى أهله ، ولو كلّفه ذلك حياته.
ومن ذلك الولاء صعد نداء ثورته على الظالمين ، ورفضه للواقع الأموي ممثلاً بيزيد بن معاوية ثاني ملوك الشجرة الملعونة في القرآن الكريم.
ومن هنا نجد ، أن مسلم بن عقيل (١) ، رسول الحسين عليهالسلام حين وصل
__________________
(١) أرسل الإمام الحسين عليهالسلام ، ابن عمه مسلم بن عقيل الذي كان من الأبطال والعلماء وأصحاب الرأي إلى الكوفة ليأخذ البيعة من الناس للإمام عليهالسلام وتمكن مسلم أن يأخذ من أهل الكوفة (١٨٠٠٠) بيعة للإمام الحسين عليهالسلام وكتب له رسالة يدعوه للتحرك نحو الكوفة. ومع دخول عبيد اللّه بن زياد إلى الكوفة وتعيينه من قبل يزيد حاكما لها تفرّق الناس عن مسلم وتركوه وحيدا واستغل