على الصراط ، فاذا رأيتهم ورأوني ، وعرفتهم وعرفونى ، اختلجوا دوني ، فأقول : أي رب أصحابي أصحابي ، فيقال : ما تدري ما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم حيث فارقتهم ، فأقول : بعدا وسحقا(١).
بيان : قال الجوهري يقال : فلان من علية الناس وهو جمع رجل على أي شريف رفيع ، مثل صبى وصبية ، والعلية الغرفة وفي القاموس علا السطح يعليه عليا وعليا صعده ، وقال في النهاية : الخلج الجذب والنزع ، ومنه الحديث ليردن على الحوض أقوام ثم ليختلجن دوني أي يجتذبون ويقتطعون ، وقال : في حديث الحوض : فأقول سحقا سحقا أي بعدا بعدا ، ومكان سحيق بعيد.
٣٤ ـ مد : باسناده إلى الثعلبي من تفسيره ، عن عبدالله بن حامد ، عن أحمد بن محمد بن الحسن ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن شعيب ، عن أبيه ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، ابن المسيب ، عن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلؤن عن الحوض ، فأقول يا رب أصحابي أصحابي ، فيقال : إنك لا علم لك بما أحدثوا : ارتدوا على أدبارهم القهقهرى(٢).
بيان : قال : في النهاية فيه : يرد على يوم القيامة رهط فيحلؤن عن الحوض أي يصدون عنه ويمنعون من وروده.
٣٥ ـ يف ، مد : بإسنادهما إلى صحيحى البخاري ، وسلم والجمع بين
____________________
(١) كتاب سليم : ٩٣ ، والحديث تراه في صحيح البخارى كتاب الرقاق الباب ٥٣ مسند أحمد ج ١ ص ٤٣٩ و ٤٥٥ ح ٥ ص ٣٨٨ و ٣٩٣ و ٤٠٠.
(٢) عمدة ابن البطريق : ٢٤٢ ، ومثله في الصحيحين : صحيح مسلم والبخارى عن سهل ابن سعد قال : قال رسول الله ص : انى فرطكم على الحوض : من مر على شرب ومن شرب لم يظلما أبدا ، ليردن على اقوام أعرفهم ويعرفوننى ثم يحال بينى وبينهم ، فأقول : انهم منى! فيقال : انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا سحقا لمن غير بعدى ، أخرجه في مشكاة المصابيح ص ٤٨٨ وقال : متفق عليه.