يعني عليا ، لان الكفار كانوا يسمونه الموت الاحمر ، سموه يوم بدر لعظم بلائه ونكايته ، قال المفسرون : لما أسر العباس يوم بدر أقبل المسلمون فعيروه بكفره بالله وقطيعة الرحم ، وأعلظ علي عليهالسلام له القول ، فقال العباس : مالكم تذكرون مساوينا ولا تذكرون محاسننا؟ فقال علي عليهالسلام : ألكم محاسن؟ قال : نعم إنا لنعمر المسجد الحرام ، ونحجب الكعبة ، ونسقي الحاج ، ونفك العاني (١) ، فأنزل الله تعالى ردا على العباس ووفاقا لعلي بن أبي طالب عليهالسلام « ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله (٢) » الآية ، ثم قال : « إنما يعمر مساجد الله (٣) » الآية ، ثم قال : « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله (٤) ». وروى إسماعيل بن خالد عن عامر ، وابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ، ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس ، والسدي عن أبي صالح وابن أبي خالد وزكريا عن الشعبي أنه نزل هذه الآية في علي بن أبي طالب عليهالسلام.
الثعلبي والقشيري والجبائي والفلكي في تفاسيرهم ، والواحدي في أسباب نزول القرآن عن الحسن البصري وعامر الشعبي ومحمد بن كعب القرظي وروينا عن عثمان بن أبي شيبة ووكيع بن الجراح وشريك القاضي ومحمد بن سيرين ومقاتل بن سليمان والسدي وأبي مالك ومرة الهمداني وابن عباس أنه افتخر العباس بن عبدالمطلب فقال : أنا عم محمد وأنا صاحب سقاية الحجيج ، فأنا أفضل من علي بن أبي طالب ، وقال : فقال شيبة بن عثمان أو طلحة الداري أو عثمان : وأنا أعمر بيت الله الحرام وصاحب حجابته فأنا أفضل ، وسمعهما علي عليهالسلام وهما يذكران ذلك ، فقال عليهالسلام : أنا أفضل منكما ، لقد صليت قبلكما ست سنين وفي
____________________
(١) العانى : الاسير.
(٢) سورة التوبة : ١٧.
(٣) سورة التوبة : ١٨.
(٤) سورة التوبة : ١٩.