ثلاث سنين حتى قتل المتوكل ولم يجتمع معه عليه (١).
بيان : قوله « أعيانى » أي أعجزني وحيرني ، والمراد بالشرب شرب الخمر والنبيذ و « المنادمة » المجالسة على الشراب ، وكأن المراد هنا الحضور في مجلس الشرب وإن لم يشرب ، وموسى هو المشهور بالمبرقع وقبره بقم معروف.
قال في عمدة الطالب : وأما موسى المبرقع ابن محمد الجواد وهو لام ولدمات بقم ، وقبره بها ويقال لولده الرضويون ، وهم بقم إلا من شذ منهم إلى غيرها.
قال الحسن بن علي القمي في ترجمة تاريخ قم نقلا عن الرضائية للحسين ابن محمد بن نصر : أول من انتقل من الكوفة إلى قم من السادات الرضوية كان أبا جعفر موسى بن محمد بن علي الرضا عليهمالسلام في سنة ست وخمسين ومائتين وكان يسدل على وجهه برقعا دائما فأرسلت إليه العرب أن اخرج من مدينتنا وجوارنا ، فرفع البرقع عن وجهه فلم يعرفوه فانتقل عنهم إلى كاشان فأكرمه أحمد ابن عبدالعزيز بن دلف العجلى فرحب به ، وألبسه خلاعا فاخرة ، وأفراسا جيادا ووظفه في كل سنة ألف مثقال من الذهب وفرسا مسرجا.
فدخل قم بعد خروج موسى منه أبو الصديم الحسين بن علي بن آدم ورجل آخر من رؤساء العرب وأنبآهم على إخراجه فأرسلوا رؤساء العرب لطلب موسى وردوه إلى قم واعتذروا منه وأكرموه واشتروا من مالهم له دارا ووهبوا له
____________________
وقال أبوالفرج في مقاتل الطالبيين : كان المتوكل شديد الوطأة على آل أبى طالب غليظا على جماعتهم ، مهتما بامورهم ، شديد الغيظة والحقد عليهم ، وسوء الظن والتهمة لهم واتفق له أن عبيدالله بن يحيى بن خاقان وزيره يسيئ الرأى فيهم ، فحسن له القبيح في معاملتهم ، فبلغ فيهم مالم يبلغه أحد من خلفاء بنى العباس قبله ، وكان من ذلك ان كرب قبر الحسين ـ عليهالسلام ـ وعفى آثاره ، ووضع على سائر الطرق مسالح له لا يجدون احدا زاره الا اتوه به ، فقتله او انهكه عقوبة.
(١) الكافى ج ١ ص ٥٠٢ ، وتراه في المناقب ج ٤ ص ٤٠٩ الارشاد ص ٣١٢ اعلام الورى ص ٣٤٥.