* ( دفع شبهة ) *
اقول : قد وقعت داهية عظمى ، وفتنة كبرى ، في سنة ست ومائة بعد الالف من الهجرة في الروضة المنورة بسرمن رأى ، وذلك أنه لغلبة الاروام وأجلاف العرب على سر من رأى ، وقلة اعتنائهم ، باكرام الروضة المقدسة ، وجلاء السادات والاشراف لظلم الاروام (١) عليهم منها وضعوا ليلة من الليالي سراجا داخل الروضة المطهرة في غير المحل المناسب له فوقعت من الفتيلة نار على بعض الفروش أو الاخشاب ولم يكن أحد في حوالي الروضة فيطفيها.
فاحترقت الفروش والصناديق المقدسة والاخشاب والابواب وصار ذلك فتنة لضعفاء العقول من الشيعة والنصاب من المخالفين جهلا منهم بأن أمثال ذلك لايضر بحال هؤلاء الاجلة الكرام ، ولا يقدح في رفعة شأنهم عند الملك العلام ، وإنما ذلك غضب على الناس ، ولا يلزم ظهور المعجز في كل وقت ، وإنما هو تابع للمصالح الكلية والاسرار في ذلك خفية ، وفيه شدة تكليف ، افتتان وامتحان للمكلفين وقد وقع مثل ذلك في الروضة المقدسة النبوية بالمدينة أيضا صلوات الله على مشرفها وآله.
____________________
بن على أوصى إلى غلام لابيه اسمه نفيس أن يدفع الكتب والسلاح إلى جعفر بن على بعد موت أبيه على عليهالسلام وأن هذا الامر عن تفاهم مع أبيه على عليهالسلام فجعفر هو الامام بعد أبيه.
فرقة ارتبك الامر عليهم فلم يدروا ان الامامة بعد أبى محمد عليهالسلام في صلبه أم ترجع إلى أخيه جعفر وأولاده فتوقفت إلى غير ذلك من الفرق ، وقد فصل المؤلف قدس سره القول في ذلك نقلا عن الفصول المختارة في ج ٣٧ من تاريخ أميرالمؤمنين ص ٢٠ ـ ٢٨ ، فراجع.
(١) يريد رجال دولة الروم.